9 فبراير 2012

ثورة على العقول!!




بعد ما مضى 3 أسابيع لرجوعي إلى غزة ، اكشتفت انو الوضع محتاج اكتر بكتير من سنين علشان يتزحزح شوي. الكبت وتكميم العقول قبل تكميم الأفواه ما زال مستمر ! الضحك على عقول الناس ما تغير بالمرة. والمشكلة العظمي انه الناس انفسهم ما بدهم يتغيرو بالغالب! أو خايفين من التغيير بالمجمل!
الموضوع مش محتاج ثورة على أنظمة ولا محتاج ثورة على سياسات معينة قد ما هوا محتاج ثورة على العقول.
*العقول اللي صارت بتطفي لما تقطع الكهربا، وبترعش لما بتيجي الكهربا! صار ما فيه مجال انها تضوي على طول، لانو عقولنا صارت مش مستوعبة الا الكهربا ، مش مشغولة إلا بالكهربا ، فيه ناس ضحكو عليها وبرمجوها على الكهربا، وخلوها تنسى المواضيع الأهم، خلوها تنسى التغيير ، وتنسى الفساد، وتنسى الواسطة ،وتنسى المحسوبية، وتنسى الضرايب وتنسى إنه محطة الكهربا ممكن انها تشتغل بس للاسف انو بتشتغل وبتطفي حسب مصالح(الشعب) اللي مش فاضي يشغل مخو.

* المشكلة انه لما ينتقد أو يحكي شغلة مش عاجباه بيلاقي انه الكل متفق معاه وبيشد على إيده، ولما بتقول شو رأيك يا فلان بيقلك أنا معاكو عل موت، بتقلو والله مفروض نعمل مظاهرة ضد فئة معينة من الشعب اللي ماصة دمه بيقلك مع نفسك يا باشا!!!

*قصدت بالثورة على العقول على المستوى المجتمعي ، إنك تتطلع على مجتمعك بنظرة حضارية تطمح للبناء والتغيير، مش إنو نتطلع على المجتمع ونشوفه على أنه بناء مكون من مؤسسات وهيئات وأفراد، هادي النظرة السطحية جدا اللي ما فيه بينها وبين التطوير والبناء أي صلة، المجتمع لازم يكون مبني جواتنا قبل ما يتطبق عل واقع، لازم الشكل الصح يكون موجود في مخيلتنا ،راسمين شكله داخلنا قبل ما يكون واقع ملموس،المجتمع مش مرتبط بواقعنا ولا بتاريخنا إزا ما كان فيه عنا نية لبناء مجتمع رائع علشان مستقبل أروع إلنا ولغيرنا وعلشان نثبت لحالنا إنو ما فيه شيء مستحيل.

لما كل شخص منا يتخيل مجتمعه المثالي ، يفكر ، يحلل، يتخيل، يحلم ، ما فيه شيء ممنوع بالحلم. يخطط حياته على أساس مجتمعه المثالي اللي حابب يكون عايش فيه، يبدا من نفسه، يغير تصرفاته على أساس هادا المجتمع، اللي ما بده يكون فيه رشوة، ولا محسوبية، ولا ظلم ولا افتراء، يبدأ بنفسه، بأفكاره، بتعامله بين الناس، ينوي نية صادقة بينه وبين نفسه على تكوين هذا المجتمع المثالي . ما فيه شيء كامل والكمال لله، بس مجرد تشغيل العقول والتفكير هادا بحذ ذاته تطور كبير في طريق الحياة المثالية اللي كل بني ادم بالمجتمع بيحلم فيها.

* طالب المدرسة ومجتمعه المثالي مرتبط ارتباط قوي بالدراسة ، كيف ممكن يغير هادي المدرسة وسياساتها وتعامل معلميها ، اللي معظم هادي الشغلات بتكون الها ملايين السنين في الواقع ما تغيرت، طالب المدرسة بيحلم بمنهج ملائم، بمدرسين أكفاء، باحترام متبادل بينو وبين المدرس اللي مش مفروض يكون شايف حاله عليه، لو تربى طالب المدرسة على التفكير الابداعي اللي بيرتقي بالمجتمع، رح يصير يغير بحاله وتصرفاته علشان يفرض طريقة تعامل معينة بينه وبين المدرس. لازم نربيه إنه يحلم لتغيير الوضع المثالي إلى الأمثل. مهما كان الوضع أحسن لازم نعلمه كيف يغيره لأحسن الأحسن.
وقيس على هالوضع جميع فئات المجتمع ، اللي بتستنى الفرج، خلينا نعمل ثورة عقول مش ثورة سياسات، نعمل ثورة على الأفكار اللي بطلت تنفع في هادا الزمن اللي بيتطور كل يوم، خلينا نعلم أولادنا كيف يفكروا صح ويبدعوا علشان لما يشوفوا اشي غلط ما يخافوا انهم يخلقوا من واقعهم مهما كان صعب الاشي الصح.


ملاحظة: تم كتابة ما سبق في فترة عمل العقل( لما صار فيه كهربا)


هناك تعليقان (2):

  1. كلامك سليم وعليه غبار ..
    بس أنا كان عندي وجهة نظر تانية .. انو ثورة الشعوب او السياسات ناتجة عن ثورة العقول .. يعني تغير العقول هو اللي أدى إلى ثورة السياسات من أجل التخلص من هيمنتها وبالتالي الوصول إلى مجتمع أفضل ..
    وطبعاً هاي بضا وجهة نظر ..
    وأنا بحييكي على طرحك الرائع للموضوع .. وسلمت يداكِ ..
    مودتي ..
    ريم

    ردحذف
  2. بس في تصحيح للعبارة ..
    كلامك سليم وما عليه غبار ***

    بعتذر على الخطأ المطبعي ..
    ريم

    ردحذف